القراءات اليومية
يوم الثلاثاء ) )
17 طوبة - 26 يناير
عشية
مزمور عشية
من مزامير أبينا داود النبي (مز 112
: 6 ، 7)
ذكر الصديق يكون إلى الأبد
، ولا يخشى من السماع الخبيث ، وبره دائم إلى أبد الأبد ، يرتفع قرنه بالمجد ...
هلليلويا
+ + + + +
+ + + + + + + + +
إنجيل عشية
من إنجيل معلمنا متى البشير (مت 24
: 42 – 47)
اِسْهَرُوا إِذاً
لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ . وَإعْلَمُوا هَذَا
أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ لَسَهِرَ
وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ . لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً
مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ . فَمَنْ
هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ
الطَّعَامَ فِي حِينِهِ . طُوبَى لِذَلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ
يَجِدُهُ يَفْعَلُ هَكَذَا . اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ
أَمْوَالِهِ ..
( والمجد لـله دائما )
+ + + + +
+ + + + + + + + +
باكر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي (مز 92
: 10 ، 15)
ويرتفع قرني مثل وحيد القرن
وشيخوختي فى دهن دسم ويكونون بما هم مستريحون يخبرون بأن الرب إلهنا مستقيم ...
هلليلويا
+ + + + +
+ + + + + + + + +
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( لو 19
: 11 – 19 )
وَإِذْ كَانُوا يَسْمَعُونَ
هَذَا عَادَ فَقَالَ مَثَلاً لأَنَّهُ كَانَ قَرِيباً مِنْ أُورُشَلِيمَ وَكَانُوا
يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ عَتِيدٌ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْحَالِ . فَقَالَ :
إِنْسَانٌ شَرِيفُ الْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ
مُلْكاً وَيَرْجِعَ . فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ
وَقَالَ لَهُمْ : تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ . وَأَمَّا أَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا
يُبْغِضُونَهُ فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ سَفَارَةً قَائِلِينَ : لاَ نُرِيدُ أَنَّ هَذَا
يَمْلِكُ عَلَيْنَا . وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَمَا أَخَذَ الْمُلْكَ أَمَرَ أَنْ يُدْعَى
إِلَيْهِ أُولَئِكَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الْفِضَّةَ لِيَعْرِفَ بِمَا
تَاجَرَ كُلُّ وَاحِدٍ . فَجَاءَ الأَوَّلُ قَائِلاً : يَا سَيِّدُ مَنَاكَ رَبِحَ
عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ . فَقَالَ لَهُ : نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ لأَنَّكَ
كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدُنٍ . ثُمَّ
جَاءَ الثَّانِي قَائِلاً : يَا سَيِّدُ مَنَاكَ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ . فَقَالَ
لِهَذَا أَيْضا : وَكُنْ أَنْتَ عَلَى خَمْسِ مُدُنٍ ...
( والمجد لـله
دائما )
+ + + + +
+ + + + + + + + +
القــداس
البولس من رسالة القديس بولس
الرسول إلى العبرانيين (عب 11: 32– 12: 2)
وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً
؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ وَبَارَاقَ وَشَمْشُونَ
وَيَفْتَاحَ وَدَاوُدَ وَصَمُوئِيلَ وَالأَنْبِيَاءِ .الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا
مَمَالِكَ ، صَنَعُوا بِرّاً ، نَالُوا مَوَاعِيدَ ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ .
أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ
، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ . أَخَذَتْ نِسَاءٌ
أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ . وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ
يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ . وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ ، ثُمَّ
فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ . رُجِمُوا ، نُشِرُوا ، جُرِّبُوا ، مَاتُوا قَتْلاً
بِالسَّيْفِ ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى ، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ
مُذَلِّينَ ، وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ . تَائِهِينَ فِي
بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ . فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ ، مَشْهُوداً
لَهُمْ بِالإِيمَانِ ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ . إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا
شَيْئاً أَفْضَلَ لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا . لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً
إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ
كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ
فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا . نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ
يَسُوعَ الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ
مُسْتَهِينا ًبِالْخِزْيِ فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ ...
( نعمة اللـه
الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي . آمين )
+ + + + +
+ + + + + + + + +
الكاثوليكون من رسالة القديس يعقوب
الرسول (يع 5 : 9 - 20 )
لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى
بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا . هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ
الْبَابِ . خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاِحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ
: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ . هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ
. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ . لأَنَّ الرَّبَّ
كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ . وَلَكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي لاَ تَحْلِفُوا
لاَ بِالسَّمَاءِ وَلاَ بِالأَرْضِ وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ . بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ
نَعَمْ وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ . أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ
مَشَقَّاتٌ ؟ فَلْيُصَلِّ . أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ ؟ فَلْيُرَتِّلْ . أَمَرِيضٌ أَحَدٌ
بَيْنَكُمْ ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ
بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ . وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ
وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ . اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ
بِالّزَلاَّتِ ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا . طِلْبَةُ
الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا . كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ
الآلاَمِ مِثْلَنَا وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ
ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ . ثُمَّ صَلَّى أَيْضاً فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ
مَطَراً وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا . أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ
بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ . فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً
عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ الْمَوْتِ وَيَسْتُرُ كَثْرَةً
مِنَ الْخَطَايَا ...
( لا تحبوا العالم ولا الأشياء
التي في العالم لأن العالم يزول وشهوته معه
وأمّا من يعمل
بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد )
+ + + + +
+ + + + + + + + +
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا
الرسل الأطهار (اع 18 : 24 - 19 : 6)
ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ
يَهُودِيٌّ اسْمُهُ أَبُلُّوسُ إِسْكَنْدَرِيُّ الْجِنْسِ رَجُلٌ فَصِيحٌ مُقْتَدِرٌ
فِي الْكُتُبِ . كَانَ هَذَا خَبِيراً فِي طَرِيقِ الرَّبِّ . وَكَانَ وَهُوَ حَارٌّ
بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ وَيُعَلِّمُ بِتَدْقِيقٍ مَا يَخْتَصُّ بِالرَّبِّ . عَارِفاً
مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا فَقَطْ . وَابْتَدَأَ هَذَا يُجَاهِرُ فِي الْمَجْمَعِ .
فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ أَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا وَشَرَحَا لَهُ
طَرِيقَ الرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ . وَإِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَجْتَازَ إِلَى
أَخَائِيَةَ كَتَبَ الإِخْوَةُ إِلَى التَّلاَمِيذِ يَحُضُّونَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوهُ
. فَلَمَّا جَاءَ سَاعَدَ كَثِيراً بِالنِّعْمَةِ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا
. لأَنَّهُ كَانَ بِاشْتِدَادٍ يُفْحِمُ الْيَهُودَ جَهْراً مُبَيِّناً
بِالْكُتُبِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ . فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي
كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ
إِلَى أَفَسُسَ . فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ . سَأَلَهُمْ : هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ
الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ . قَالُوا لَهُ : وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ
الْقُدُسُ . فَسَأَلَهُمْ : فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ ؟ فَقَالُوا : بِمَعْمُودِيَّةِ
يُوحَنَّا . فَقَالَ بُولُسُ : إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ
قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ
يَسُوعَ . فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ
الرَّبِّ يَسُوعَ . وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ
عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ ...
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت في بيعة اللـه المقدسة . آمين )
+
+ + + + + + + + + + + + +
السنكسار
اليوم السابع عشر من شهر طوبة
المبارك
نياحة القديس دوماديوس أخي مكسيموس
في هذا اليوم تذكار
القديسين الجليلين مكسيموس وأخيه دوماديوس . وكان أبوهما "الندينيانوس"
ملك الروم رجلا خائف الله قويم المعتقد ، فرزقه هذين القديسين . وكانا منذ صغرهما
مثل الملائكة قي الطهر والقداسة ، ملازمين الصلاة ومطالعة الكتب المقدسة . ولما تحقق
لهما زوال هذا العالم وكل مجده ، قررا تركه وعزما على العيشة الرهبانية . فطلبا من
أبيهما ان يسمح لهما بالذهاب إلى مدينة نيقية ، ليصليا في مكان إجتماع المجمع
المقدس المسكوني الأول ، الذي انعقد سنة 325 م ، ففرح أبوهما وأرسل معهما حاشية من
الجند والخدم كعادة أولاد الملوك . ولما وصلا أمرا الجند ان يرجعوا إلى أبيهما
ويقولوا له انهما يريدان ان يمكثا هناك أياما . ثم كشفا أفكارهما لأحد الرهبان
القديسين من انهما يريدان لباس الإسكيم المقدس . فلم يوافقهما على ذلك خوفا من
أبيهما ، وأشار عليهما ان يذهبا إليه وظلا عنده حتى تنيح . وكان قبل نياحته قد
البسهما شكل الرهبنة ، وعرفهما بأنه رأى في رؤيا الليل القديس مقاريوس وهو يقول له
أوص ولديك ان يأتيا إلى بعد نياحتك ويصيرا لي بنينا . ثم قال لهما : أنني كنت
اشتهي ان انظر هذا القديس بالجسد ، ولكنني قد رايته بالروح . فبعد نياحتي امضيا إليه
بسلام . وقد انعم الله عليهما بموهبة شفاء المرضي ، وشاع ذكرهما في تلك البلاد
وخصوصا بين التجار والمسافرين ، وتعلما صناعة شراع ( قلوع ) السفن . فكانا يقتاتان
بثمن ما يبيعان منها ويتصدقان على الفقراء والمساكين بما يفضل عنهما . وذات يوم
رأى أحد حجاب أبيهما شراع إحدى السفن مكتوبا عليه " مكسيموس و دوماديوس
" ، فإستفسر من صاحب السفينة فقال له : هذا اسم أخوين راهبين ، كتبته على
سفينتي تبركا ، لكي ينجح الله تجارتي . ثم أوضح له أوصافهما بقوله ، ان أحدهما قد
تكاملت لحيته والأخر لم يلتح بعد ، فعرفهما الحاجب وأخذ الرجل وأحضره أمام الملك .
ولما تحقق منه الأمر أرسل إليهما والدتهما والأميرة أختهما . فلما تقابلتا
بالقديسين وعرفتاهما بكتا كثيرا . ورغبت أمهما ان يعودا معها فلم يقبلا ، وطيبا
قلب والدتهما وأختهما . وبعد ذلك بقليل تنيح بطريرك رومية ، فتذكروا القديس
مكسيموس ليقيموه بدلا عنه . ففرح والده بذلك . ولما وصل هذا الخبر إلى القديس
مكسيموس وأخيه ، تذكرا وصية أبيهما الأنبا أغابيوس ، فغير الاثنان شكلهما ، وقصدا
طريق البحر الأبيض . وكانا إذا عطشا يبدل الله لهما الماء المالح بماء عذب ، وتعبا
كثيرا من السير حتى أدمت أرجلهما ، فناما على الجبل وقد أعياهما التعب ، فأرسل
الله لهما قوة حملتهما إلى برية الاسقيط ، حيث القديس مقاريوس ، وعرفاه انهما
يريدان السكني عنده . ولما أراهما من ذوي التنعم ، ظن انهما لا يستطيعان الإقامة
في البرية لشظف العيشة فيها . فأجاباه قائلين : ان كنا لا نقدر يا أبانا فأننا
نعود إلى حيث جئنا . فعلمهما ضفر الخوص ثم عاونهما في بناء مغارة لهما . وعرفهما
بمن يبيع لهما عمل أيديهما ويأتيهما بالخبز . فأقاما على هذه الحال ثلاث سنوات ،
لم يجتمعا بأحد ، وكانا يدخلان الكنيسة لتناول الأسرار الإلهية وهما صامتين ،
فتعجب القديس مقاريوس لانقطاعهما عنه كل هذه المدة ، وصلى طالبا من الله ان يكشف
له أمرهما وجاء إلى مغارتهما حيث بات تلك الليلة . فلما استيقظ في نصف الليل
كعادته للصلاة ، رأى القديسين قائمين يصليان ، وشعاع من النور صاعدا من أفواهها
إلى السماء ، والشياطين حولهما مثل الذباب ، وملاك الرب يطردهم عنهما بسيف من نار
. فلما كان الغد البسهما الإسكيم المقدس وانصرف قائلا : صليا عني فضربا له مطانية
وهما صامتين . ولما اكملا سعيهما وأراد الرب ان ينقلهما من أحزان هذا العالم
الزائل . مرض القديس مكسيموس فأرسل إلى القديس مقاريوس يرجوه الحضور . فلما أتى
إليه وجده محموما فعزاه وطيب قلبه . وتطلع القديس مقاريوس وإذا جماعة من الأنبياء
والقديسين و يوحنا المعمدان وقسطنطين الملك جميعهم قائمين حول القديس إلى ان اسلم
روحه الطاهرة بمجد وكرامة . فبكى القديس مقاريوس وقال : طوباك يا مكسيموس . أما
القديس دوماديوس فكان يبكي بكاء مرا ، وسأل القديس مقاريوس ان يطلب عنه إلى السيد
المسيح لكي يلحقه بأخيه . وبعد ثلاثة أيام مرض هو ايضا ، وعلم القديس مقاريوس فذهب
إليه لزيارته . فيما هو في طرقه رأى جماعة القديسين الذين كانوا قد حملوا نفس أخيه
، حاملين نفس القديس دوماديوس وصاعدين بها إلى السماء . فلما آتي إلى المغارة وجده
قد تنيح ، فوضعه مع أخيه الذي كانت نياحته في الرابع عشر من هذا الشهر . وأمر ان
يدعي الدير على اسمهما فدعي دير البراموس نسبة إليهما ، وهكذا يدعي إلى اليوم ...
صلاتهما تكون
معنا آمين .
نياحة القديس الأنبا يوساب الأبح
أسقف جرجا
في مثل هذا اليوم من سنة
1826 م تنيح الاب العالم الجليل الأنبا يوساب ، أسقف جرجا وأخميم المعروف بالابح .
وقد ولد ببلدة النخيلة من أبوين غنيين محبين للفقراء . ولما بلغ من العمر 25 عاما
أراد والداه ان يزوجاه فلم يقبل ، ولميله إلى الحياة الرهبانية قصد عزبة دير
القديس أنطونيوس ببلدة بوش . وأقام هناك مدة ظهر فيها تواضعه وتقواه ، الأمر الذي
جعل رئيس الدير يوافق على إرساله إلى الدير . ولما وصل استقبله الرهبان فرحين نظرا
لما سمعوه عنه من الفضيلة التي تحلي بها ، وعن كثرة بحثه وتأملاته في الأسفار
المقدسة ، وبعد قليل البسوه ثياب الرهبنة . ولما وصل خبره إلى الاب البطريرك
الأنبا يوحنا السابع بعد المائة ، استدعاه وأبقاه لديه ، وإذ تحقق ما كان يسمعه
عنه من التقوى والعلم ، دعا الآباء الأساقفة وتشاور معهم على إقامته أسقفا على
كرسي جرجا . أما هو فإعتذر عن قبول هذا المنصب لكثرة أعبائه ، فرسموه رغما عنه .
ولما وصل إلى مقر كرسيه ، وجد شعبه وقد أختلط به الهراطقة ، فسعى في لم شمله ،
وبني له كنيسة واجتهد في تعليمه ، ورد الضالين ، وهداية كثيرين من الهراطقة . ووضع
عده مقالات عن تجسد السيد المسيح ، وفسر كثيرا من المعضلات الدينية ، والآيات
الكتابية ، وحث شعبه على أبطال العادات المستهجنة ، التي كانت تجري أثناء الصلاة
في الكنيسة وخارجها . كما افلح في إبطال المشاجرات والمخاصمات التي كانت تحدث من
المعاندين للحق . وكان رحوما على الفقراء ، ولم يكن يأخذ بالوجوه ، ولم يحاب في
القضاء ، ولم يقبل رشوة . أما ما كان يتبقى لديه فكان يرسله إلى الأخوة الرهبان
بالأديرة ، ولم يكن يملك شيئا إلا ما يكسو به جسده ، وما يكفي لحاجته . ولم ينطق
بغير الحق ، ولم يخش بأس حاكم ، ورعى شعبه احسن رعاية . ولما أراد الله انتقاله من
هذا العالم ، مرض عدة أيام ، فضي بعضها بكرسيه والبعض الأخر بقلاية الاب البطريرك
الأنبا بطرس التاسع بعد المائة ، ثم توجه إلى ديره بالبرية ، ففرح به الرهبان
وهناك انتهت حياته المباركة ، واسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذي احبه . وكانت مدة
حياته إحدى وتسعين سنة . منها خمس وعشرون قبل الرهبنة ، وإحدى وثلاثون بالدير وخمس
وثلاثون بكرسي الأسقفية ...
صلاته تكون
معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين .
+ + + + +
+ + + + + + + + +
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي (مز 92 : 12 ، 13)
الصديق كالنخلة يزهو ،
وكمثل أرز لبنان ينمو ، مغروسين فى بيت الرب ، وفى ديار بيت إلهنا زاهرين ...
هلليلويا
+ + + + +
+ + + + + + + + +
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير (لو
12 : 32 - 44)
« لاَ تَخَفْ أَيُّهَا
الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ
. بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً . اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاساً لاَ
تَفْنَى وَكَنْزاً لاَ يَنْفَدُ فِي السَّمَاوَاتِ حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ
وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ . لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ هُنَاكَ يَكُونُ
قَلْبُكُمْ أَيْضاً . لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً
. وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجِعُ مِنَ
الْعُرْسِ حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ . طُوبَى
لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ .
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ
وَيَخْدِمُهُمْ . وَإِنْ أَتَى فِي الْهَزِيعِ الثَّانِي أَوْ أَتَى فِي
الْهَزِيعِ الثَّالِثِ وَوَجَدَهُمْ هَكَذَا فَطُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ . وَإِنَّمَا
اعْلَمُوا هَذَا : أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ
يَأْتِي السَّارِقُ لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ . فَكُونُوا
أَنْتُمْ إِذاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ
الإِنْسَانِ » . فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ : « يَا رَبُّ أَلَنَا تَقُولُ هَذَا
الْمَثَلَ أَمْ لِلْجَمِيعِ أَيْضاً ؟ » . فَقَالَ الرَّبُّ : « فَمَنْ هُوَ
الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ
لِيُعْطِيَهُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا ؟ . طُوبَى لِذَلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي
إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هَكَذَا
. بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ
...
( والمجد للـه
دائما )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق