القراءات اليومية
صوم الميلاد
يوم الأحد
06 كيهك - 15 ديسمبر
عشية
مزمور عشية
من مزامير أبينا داود النبي (مز 13 : 1 ، 3 )
إلى متى يارب تنساني إلى
الانقضاء ، حتى متى تصرف وجهك عنى ، أنظر واستجب لي ياربى وإلهي ، أنر عيني ...
هلليلويا
إنجيل عشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير (مر 14
: 3 – 9 )
وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ
عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ
مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ . فَكَسَرَتِ
الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ . وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي
أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا : « لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هَذَا ؟ . لأَنَّهُ
كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ
وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ » . وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا . أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ :
« اتْرُكُوهَا ! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا ؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً . لأَنَّ
الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ
تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْراً . وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ . عَمِلَتْ
مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ . اَلْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ : حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ
يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا » ...
( والمجد لـله دائما )
باكر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي (مز 102
: 19 – 21 )
نظر الرب من السماء على
الأرض ، ليسمع تنهد المغلولين ، ليخبروا فى صهيون باسم الرب ، وبتسبحته فى أورشليم
...
هلليلويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير (مر 12 : 41 – 44 )
وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ
الْخِزَانَةِ وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاساً فِي الْخِزَانَةِ .
وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيراً . فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ
فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ . فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ
وَقَالَ لَهُمُ : « الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ
الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي
الْخِزَانَةِ . لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا . وَأَمَّا هَذِهِ
فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا كُلَّ مَعِيشَتِهَا » ...
( والمجد لـله دائما )
القــداس
البولس من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية (رو 1 : 1 – 17 )
بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ
الْمَسِيحِ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ . الَّذِي سَبَقَ
فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ . عَنِ ابْنِهِ .
الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ . وَتَعَيَّنَ ابْنَ
اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ :
يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا . الَّذِي بِهِ لأَجْلِ اسْمِهِ قَبِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً
لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ . الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ
أَيْضاً مَدْعُوُّو يَسُوعَ الْمَسِيحِ . إِلَى جَمِيعِ الْمَوْجُودِينَ فِي
رُومِيَةَ أَحِبَّاءَ اللهِ مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ : نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ
مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ . أَوَّلاً أَشْكُرُ إِلَهِي
بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ أَنَّ إِيمَانَكُمْ يُنَادَى بِهِ
فِي كُلِّ الْعَالَمِ . فَإِنَّ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنْجِيلِ
ابْنِهِ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ بِلاَ انْقِطَاعٍ أَذْكُرُكُمْ . مُتَضَرِّعاً دَائِماً
فِي صَلَوَاتِي عَسَى الآنَ أَنْ يَتَيَسَّرَ لِي مَرَّةً بِمَشِيئَةِ اللهِ أَنْ
آتِيَ إِلَيْكُمْ . لأَنِّي مُشْتَاقٌ أَنْ أَرَاكُمْ لِكَيْ أَمْنَحَكُمْ هِبَةً رُوحِيَّةً
لِثَبَاتِكُمْ . أَيْ لِنَتَعَزَّى بَيْنَكُمْ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِينَا
جَمِيعاً إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي . ثُمَّ لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا
أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّنِي مِرَاراً كَثِيرَةً قَصَدْتُ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ
وَمُنِعْتُ حَتَّى الآنَ لِيَكُونَ لِي ثَمَرٌ فِيكُمْ أَيْضاً كَمَا فِي سَائِرِ
الأُمَمِ . إِنِّي مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَالْبَرَابِرَةِ لِلْحُكَمَاءِ
وَالْجُهَلاَءِ . فَهَكَذَا مَا هُوَ لِي مُسْتَعَدٌّ لِتَبْشِيرِكُمْ أَنْتُمُ
الَّذِينَ فِي رُومِيَةَ أَيْضاً . لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ
الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ :
لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ . لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ
اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ « أَمَّا الْبَارُّ
فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا » ...
( نعمة
اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي . آمين )
الكاثوليكون من رسالة القديس يعقوب
الرسول (يع 1 : 1 – 18 )
يَعْقُوبُ ، عَبْدُ
اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاِثْنَيْ
عَشَرَ سِبْطاً الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ . اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا
إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ . عَالِمِينَ أَنَّ
امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً . وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ
عَمَلٌ تَامٌّ ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي
شَيْءٍ . وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ
اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ ، فَسَيُعْطَى لَهُ
. وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ ، لأَنَّ
الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ .
فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ .
رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ . وَلْيَفْتَخِرِ
الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ ،
لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ . لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ ،
فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ . هَكَذَا
يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضاً فِي طُرُقِهِ . طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ
التَّجْرِبَةَ ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ « إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ »
الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لالَّذِينَ يُحِبُّونَهُ . لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا
جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ
بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً . وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ
إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ . ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ
تَلِدُ خَطِيَّةً ، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً . لاَ
تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ . كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ
مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ ،
الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ . شَاءَ فَوَلَدَنَا
بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ .
( لا
تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يزول وشهوته معه
وأمّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد
)
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
الأطهار (اع 1 : 1 – 14 )
اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ
أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاؤُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ
وَيُعَلِّمُ بِهِ . إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ بَعْدَ مَا أَوْصَى
بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الرُّسُلَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ . الَّذِينَ أَرَاهُمْ
أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ وَهُوَ
يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ
بِمَلَكُوتِ اللهِ . وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ
يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا « مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي
سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي . لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ وَأَمَّا أَنْتُمْ
فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ لَيْسَ بَعْدَ هَذِهِ الأَيَّامِ
بِكَثِيرٍ » . أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ : « يَا رَبُّ هَلْ فِي
هَذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ ؟ » . فَقَالَ لَهُمْ : « لَيْسَ
لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي
سُلْطَانِهِ . لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ
عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ
الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ » . وَلَمَّا قَالَ
هَذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ . وَفِيمَا
كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ
وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ . وَقَالاَ : « أَيُّهَا الرِّجَالُ
الْجَلِيلِيُّونَ مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ ؟ إِنَّ
يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا
كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً إِلَى السَّمَاءِ » . حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى
أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ الَّذِي هُوَ
بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ . وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا
إِلَى الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا : بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ
وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى
وَيَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَسِمْعَانُ الْغَيُورُ وَيَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ . هَؤُلاَءِ
كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ
مَعَ النِّسَاءِ وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ وَمَعَ إِخْوَتِهِ ...
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت في
بيعة اللـه المقدسة . آمين )
السنكسار
اليوم السادس من شهر كيهك المبارك
نياحة البابا أبرآم ابن زرعة ال62
في مثل هذا اليوم من سنة
970 ميلادية تنيح القديس أنبا أبرآم بابا الإسكندرية الثاني والستون ، كان هذا
الاب من نصارى المشرق ، وهو ابن زرعة السرياني وكان تاجرا ثريا وتردد على مصر
مرارا وأخيرا أقام فيها ، وكان بتحلي بفضائل كثيرة ، منها الرحمة على ذوي الحاجة ،
وشاع ذكره بالصلاح والعلم ، وعندما خلا الكرسي البطريركي ، اجمع رأى الأساقفة
والشيوخ العلماء على إختياره بطريركا ، فلما جلس على كرسي الكرازة المرقسية وزع كل
ماله على الفقراء والمساكين ، وفي أيامه عين قزمان الوزير القبطي ابن مينا واليا
على فلسطين ، فأودع عند الاب البطريرك مئة آلف دينار إلى ان يعود ، وأوصاه
بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة ان مات هناك ، فلما بلغ
البطريرك خبر استيلاء هفكتين على بلاد الشام وفلسطين ، ظن ان قزمان قد مات ، فوزع
ذلك المال حسب الوصية ، ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر فأخبره الاب
بما فعله بوديعته فسر بذلك وفرح فرحا جزيلا ، ومن مآثره انه ابطل العادات الرديئة
، ومنع وحرم كل من يأخذ رشوة من أحد لينال درجة بالكنيسة ، كما حرم على الشعب
اتخاذ السراري وشدد في ذلك كثيرا ، فلما علم بذلك الذين اتخذوا لأنفسهم سراري ،
استيقظ فيهم خوف الله ، كما خافوا ايضا من حرمه ، فأطلقوا سبيل سراريهم وذهبوا
إليه تائبين ، ما عدا رجلا من سراة الدولة ، فانه لم يخف الله تعالي ولا حرم هذا
الاب الذي وعظه كثيرا وأطال أناته عليه ، حيث لم يرتدع ولم يخش ان يهلكه الله ،
ومع هذا لم يتوان الاب عن تعليمه إصلاحه ، بل أتضع كالمسيح معلمه وذهب إلى داره ،
فلما سمع الرجل بقدوم الاب إليه اغلق بابه دونه ، فلبث الاب زهاء ساعتين أمام
الباب وهو يقرع فلم يفتح له ، ولا كلمة ، ولما تحقق ان هذا المسكين قد فصل نفسه
بنفسه من رعية المسيح ، واصبح بجملته عضوا فاسدا ، رأى انه من الصواب قطعه من جسم
الكنيسة حتى لا يفسد بقية الأعضاء ، فحرمه قائلا " ان دمه على رأسه ، ثم نفض
غبار نعله على عتبة بابه ، فاظهر الله آيته في تلك الساعة أمام أعين الحاضرين إذ
انشقت عتبة الدار ، وكانت من الصوان ، إلى نصفين ، وبعد ذلك اظهر الله قدرته حيث
افتقر حتى لم يبق معه درهم واحد ، كما طرد من خدمته مهانا ، وأصابته بعض الأمراض
التي آدت إلى موته اشر ميتة ، وصار عبرة لغيره ، إذ اتعظ به خطاة كثيرون وخافوا
مما أصابه . وفي زمان هذا الاب كان للمعز وزيرا اسمه يعقوب بن يوسف ، كان يهوديا
واسلم ، وكان له صديق يهودي ، كان يدخل به إلى المعز اكثر الأوقات ويتحدث معه ،
فاتخذ ذلك اليهودي دالة الوزير على المعز وسيلة ليطلب حضور الاب البطريرك ليجادله
، فكان له ذلك ، وحضر الاب أبرآم ومعه الاب الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف
الأشمونين ، وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين ، فقال لهما " لماذا لا
تتجادلان ؟فأجابه الأنبا ساويرس " كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان
الثور اعقل منه " فاستوضحه المعز عن ذلك ، فقال ان الله يقول على لسان النبي
" ان الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف ( اش 1 : 2 )
" ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدما من الحجج الدامغة المؤيدة لصحة دين
النصارى ، وخرجا من عند المعز مكرمين ، فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك ، وصارا
يتحينان الفرص للإيقاع بالنصارى ، وبعد أيام دخل الوزير على المعز وقال له ان
مولانا يعلم ان النصارى ليسوا على شئ ، وهذا إنجيلهم يقول "لو كان لكم إيمان
مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل " ولا
يخفي على أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل ، وللتحقق من ذلك
يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل على صدق دعوى مسيحهم ، ففكر الخليفة في ذاته
قائلا "إذا كان قول المسيح هذا صحيحا ، فلنا فيه فائدة عظمي ، فان جبل المقطم
المكتنف القاهرة ، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة اعظم مما هو عليه الآن ، وإذا
لم يكن صحيحا ، تكون لنا الحجة على النصارى ونتبرز من اضطهادهم ، ثم دعا المعز
الاب البطريرك وعرض عليه هذا القول ، فطلب منه مهلة ثلاثة أيام فأمهله ، ولما خرج
من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين ، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة
ثلاثة أيام صائمين مصلين إلى الله ، وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة والدة
الإله ، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس ، سيجري الله على يديه هذه الآية ، فاستحضره
الاب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب ، ومثلوا بين يدي المعز
الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم ، فوقف الاب البطريرك ومن
معه في جانب ، والمعز ومن معه في جانب أخر ، ثم صلى الاب البطريرك والمؤمنون
وسجدوا ثلاث سجدات ، وفي كل سجدة كانوا يقولون كيرياليسون يارب ارحم ، وكان عندما
يرفع الاب البطريرك والشعب رؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل ، وكلما سجدوا ينزل إلى
الأرض ، وإذا ما ساروا سار أمامهم ، فوقع الرعب في قلب الخليفة وقلوب أصحابه ،
وسقط كثيرون منهم على الأرض ، وتقدم الخليفة على ظهر جواده نحو الاب البطريرك وقال
له ، أيها الأمام ، لقد علمت الآن انك ولي ، فاطلب ما تشاء وأنا أعطى ، فلم يرض ان
يطلب منه شيئا ، ولما ألح عليه قال له "أريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة
الشهيد مرقوريوس ( أبو سيفين ) التي بمصر القديمة ، فكتب له منشورا بعمارة الكنائس
وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا ، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال فازداد
عند المعز محبة نظرا لورعه وتقواه ، ولما شرعوا في بناء كنيسة الشهيد مرقوريوس ،
تعرض لهم بعض الأشخاص ، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين ، أستمر واقفا حتى
وضعوا الأساس . كما جدد هذا الاب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي ، ولما اكمل
سعيه تنيح بسلام بعد ان جلس على الكرسي ثلاث سنوات وستة أيام ...
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا
آمين .
إستشهاد القديس باطلس القس
في مثل هذا اليوم نعيد
بتذكار القديس باطلس القس الشهيد ...
صلاته تكون معنا آمين .
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي (مز 102 : 13 ، 16 )
أنت يارب ترجع وتترأف على
صهيون ، لأنه وقت التحنن عليها ، لأن الرب يبنى صهيون ، ويظهر مجده ...
هلليلويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير (لو 1 :
1 – 25 )
إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ
قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا . كَمَا
سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ
وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ . رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ
شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ
أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاؤُفِيلُسُ . لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي
عُلِّمْتَ بِهِ . كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ
اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ
وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ . وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ
سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ . وَلَمْ
يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً . وَكَانَا كِلاَهُمَا
مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا . فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ
فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ . حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ
أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ . وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ
الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ الْبَخُورِ . فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ
الرَّبِّ وَاقِفاًعَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ . فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا
اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ . فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ : « لاَ تَخَفْ يَا
زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ
لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا . وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ
وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ . لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ
الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ
مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ . وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى
الرَّبِّ إِلَهِهِمْ . وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ
لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ
الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً » . فَقَالَ
زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ : « كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ
وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا ؟ » فَأَجَابَ الْمَلاَكُ : « أَنَا
جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ
بِهَذَا . وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ إِلَى
الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هَذَا لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي
سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ » . وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا
وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ . فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ
يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي
الْهَيْكَلِ . فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً . وَلَمَّا كَمِلَتْ
أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ . وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ حَبِلَتْ
أَلِيصَابَاتُ امْرَأَتُهُ وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً : « هَكَذَا
قَدْ فَعَلَ بِيَ الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ
لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ » ...
( والمجد للـه دائما )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق